بالأمس.. لا ادري لماذا لم اتذكر ابي...ولم لم تخطر ببالي كل تلك الذكريات الرائعة التي تذكرني به.....ربما لأني كنت اكثر انشاغلا بمن كانوا من حولي ... و استرقت النظرات كي أغتنم كل تلك اللحظات ... قلت حينها في قرارة نفسي: أتراها الوسائد السوداء تلك انتبهت لوجودي؟؟ اتراها تفكر بنفس الطريقة التي أفكر بها؟؟ أكانت هي الأخرى تسترق النظرات لترى من حولها؟ من بجانبها؟!!! أسئلة حيرتني...
وفي لحظة ضعت فيها بين هذا و ذاك ... وكأنها أجابتني في الوقت المناسب بكلمات و لغة لا يفهمها سواها و سواي ... واختارت كعادتها اجمل الكلمات لتعبر عن ترحابها...
كنت سعيدة حينها لسبب او لآخر ... لكن سعادتي تلك ظلت حبيسة قلبي ولم ابح بها لأي أحد و كيف أبوح و أنا التي عشت سنين عمري في كتمان ... و كيف لأي أحد أن يفهم شعور الإبنة عندما ترى أباها بعد فراق طويل؟.. دون أن تكلمه أو تقبل يده أو حتى أن تسأله عن أحواله.. أحواله التي كانت دائما ولا تزال محط انشغالها الدائم......